مذكـرة تخـرج لنيـل شهـادة الليسـانس فـي الأدب العـربي
الموضوع
بسم االله الرحمن الرحيم إنّ موضوع الحنين في الشعر عامّة هو في حدّ ذاته مرتبط بمفهوم الشعر، الذي یعتبر وبإجماع النقاد عبارة عن وجدان وأحاسيس. والحنين من المشاعر الإنسانية النبيلة التي تحرّك قلب المفارق إلى الشوق للقاء مفارقيه من الأهل والأحباب، وقلب المغترب إلى الشوق للعودة إلى وطنه. وإذا نظرنا إلى الحنين آظاهرة في الشعر فسنجده طاغيا على الشعر العربي عامة، لكنه ورغم بدایاته المشرقية الأصل إلا أنه تطور وازدهر عند الشعراء الأندلسيين الذین تجرعوا مرارة الفراق وقاسوا من فرط الشوق والحنين أشدّ مقاساة، إذا ما قورنوا بالشعراء المشرقيين. فقد تميّزت أشعار الحنين عند الأندلسيين بالغزارة على مستوى العاطفة القویة الصادقة، وعلى مستوى ّ الكم الهائل من القصائد المتضمنة لموضوع الحنين بأنواعه، فقد راح الشعراء یصفون حنينهم، وتجربتهم مع الغربة والحنين إلى عهد المجد في ظلّ الأمن والسلام والشباب، وجمعة الأحباب والأهل، الذي أحاله الاستعمار الإسباني والظروف الداخلية للأندلس إلى حرب وخوف وعجز وهوان وتشتت وضياع وتشرّد. والحدیث عن الحنين من قِبَل النّقاد آثر تداوله، فمعظم قصائد الغزل أو الرّثاء أو وصف الطبيعة أو البكاء على الأطلال أو الحكمة، أو غيرها، تضمنت في طيّاتها معاني الحنين. إنّ موضوع بحثي هذا المعنون بـ "الحنين في الشّعر الأندلسي" له من الأبواب والفصول ما یستحقّه، لتوسع الشعراء في الحنين بأنواعه على مستوى الموضوع وعلى مستوى الفنيات عبر العصور الأدبية، فاختياري لهذا الموضوع لكونه یعبّر عن تجارب صادقة مَرّ بها الشعراء، ونقلوها إلينا بأسلوب متميز ودقيق مؤثر، في وصفهم للعواطف والأشواق، أما عن اختياري لشعر الحنين في الأندلس بالذّات فهذا لأن الحنين ورغم نشأته الأولى في المشرق إلا أن ازدهاره الأن على ید شعراء الأندلس، وخاصة لامتيازه بصدق العواطف والتجربة وابتعاد الشاعر – في تصویره لمشاعر الحنين والشوق – عن المبالغة والتكلّف والصنعة اللّفظية دون ضرورة لذلك.
الموضوع
الحنين في الشعر الأندلسي
مذكرة تخرج تم إنجازها سنة 2010
بجامعة مستغـانم كلية الآداب والفنـون
قسم اللغــة العربية وآدابها
رابط التحميل تجدونه بالأسفل PDF
مقدمة بسم االله الرحمن الرحيم إنّ موضوع الحنين في الشعر عامّة هو في حدّ ذاته مرتبط بمفهوم الشعر، الذي یعتبر وبإجماع النقاد عبارة عن وجدان وأحاسيس. والحنين من المشاعر الإنسانية النبيلة التي تحرّك قلب المفارق إلى الشوق للقاء مفارقيه من الأهل والأحباب، وقلب المغترب إلى الشوق للعودة إلى وطنه. وإذا نظرنا إلى الحنين آظاهرة في الشعر فسنجده طاغيا على الشعر العربي عامة، لكنه ورغم بدایاته المشرقية الأصل إلا أنه تطور وازدهر عند الشعراء الأندلسيين الذین تجرعوا مرارة الفراق وقاسوا من فرط الشوق والحنين أشدّ مقاساة، إذا ما قورنوا بالشعراء المشرقيين. فقد تميّزت أشعار الحنين عند الأندلسيين بالغزارة على مستوى العاطفة القویة الصادقة، وعلى مستوى ّ الكم الهائل من القصائد المتضمنة لموضوع الحنين بأنواعه، فقد راح الشعراء یصفون حنينهم، وتجربتهم مع الغربة والحنين إلى عهد المجد في ظلّ الأمن والسلام والشباب، وجمعة الأحباب والأهل، الذي أحاله الاستعمار الإسباني والظروف الداخلية للأندلس إلى حرب وخوف وعجز وهوان وتشتت وضياع وتشرّد. والحدیث عن الحنين من قِبَل النّقاد آثر تداوله، فمعظم قصائد الغزل أو الرّثاء أو وصف الطبيعة أو البكاء على الأطلال أو الحكمة، أو غيرها، تضمنت في طيّاتها معاني الحنين. إنّ موضوع بحثي هذا المعنون بـ "الحنين في الشّعر الأندلسي" له من الأبواب والفصول ما یستحقّه، لتوسع الشعراء في الحنين بأنواعه على مستوى الموضوع وعلى مستوى الفنيات عبر العصور الأدبية، فاختياري لهذا الموضوع لكونه یعبّر عن تجارب صادقة مَرّ بها الشعراء، ونقلوها إلينا بأسلوب متميز ودقيق مؤثر، في وصفهم للعواطف والأشواق، أما عن اختياري لشعر الحنين في الأندلس بالذّات فهذا لأن الحنين ورغم نشأته الأولى في المشرق إلا أن ازدهاره الأن على ید شعراء الأندلس، وخاصة لامتيازه بصدق العواطف والتجربة وابتعاد الشاعر – في تصویره لمشاعر الحنين والشوق – عن المبالغة والتكلّف والصنعة اللّفظية دون ضرورة لذلك.
تحميل مذكرة تخرج الحنين في الشعر العربي
للمزيد من مذكرات التخرج تابعونا
تمام
ردحذف