العلاقة بين النسق القيمي والدور الإجتماعي لدى المرأة الطارقية
دراسة ميدانية بمدينة تمنراست
المقدمة
يقول مصطفى سويف: كان موضوع القيم ولا يزال مجالا خصبا للدراسات
الفلسفية التي تقوم على التأمل والتجريد.وأثناء مسيرة هذه الدراسات خلال النصف
الثاني من القرن التاسع عشر بدأ علماء الأنثروبولوجيا الحضارية وعلماء الاجتماع
يضمون جهودهم إلى جهود الفلاسفة..مع بزوغ شمس القرن العشرين بدأت التباشير
المبكرة لقيام علم النفس الاجتماعي الذي يختلف عن الدراسات الاجتماعية في أنه
يركز على همزة الوصل بين الفرد والمجتمع(عبد اللطيف محمد خليفة 1992: 9( .
وتواصلت الجهود في دراسة كل ما يتصل بهذا الفرد من سلوك ووضعية
ومكانة ودور اجتماعي ودوافع وإنجازات وعلاقة الفرد بالمجتمع وبما فيه من
تفاعلات بين العادات، التقاليد الطقوس الدينية، الاعتقادات، الاتجاهات والقيم.
وهكذا تواصلت الأبحاث في كيفية تأثير المجتمع على الفرد: "ومع انتهاء
الحرب العالمية ألأولى تفجرت طاقة الإبداع عند مستكشفي هذا العلم الجديد من
أمثال فلويد وألبرت في الولايات المتحدة الأمريكية ....ومع انتهاء العقد الرابع كان
هذا العلم يقف على قدميه ويبدأ خطواته الطموح نحو دراسة موضوعات بالغة
التعقيد جاء في مقدمتها موضوع القيم .....كجانب بالغ الأهمية في سلوك البشر "
(عبد اللطيف محمد خليفة، 1992 :9 .(
تعتبر القيم كذلك لأنها إحدى المحددات الأساسية للسلوك الإنساني كما أنها
تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق التنشئة الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي داخل
الإطار الحضاري.
وكما يقول بشير معمرية أن القيم هي مجموعة من المعايير التي تحقق
الاطمئنان والراحة النفسية للفرد من الحكم عليها بأنها حسنة و يكافحون لتقديمها
للأجيال القادمة ويحرصون للإبقاء عليها: " وهي في الأصل نتيجة لنوع النشاط
ونمط الخبرة والتجارب المادية المعاشة في علاقة الإنسان ببيئته المادية والمعنوية.
يعني هذا أن القيم هي إفراز نشاط اجتماعي معين وظروف وعلاقات معينة وعندما
تستقر هذه الظروف والأوضاع لفترة من الزمن تستقر معها القيم وتتحول في هذه
الحالة إلى دوافع ذاتية السلوك والنشاط." ( بشير معمرية، 2001: 8(
تعليقات
إرسال تعليق